المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٥

الذنوب قدر واقع لا بد منه؛ لأن الأرض مليئة بأسباب الذنب، من شيطان لا هم له إلا غواية البشر والقعود لهم بكل صراط، ونفس أمارة بالسوء، وهوى مضل عن سبيل الله، مردٍ في أنواع المهالك، إلى..

صورة
الذنوب قدر واقع لا بد منه؛ لأن الأرض مليئة بأسباب الذنب، من شيطان لا هم له إلا غواية البشر والقعود لهم بكل صراط، ونفس أمارة بالسوء، وهوى مضل عن سبيل الله، مردٍ في أنواع المهالك، إلى شياطين الإنس الذين يميلون بالناس إلى الشهوات ميلا عظيما، ويوعدون ويصدون عن سبيل الله من آمن يبغونها عوجا، فمهما اتخذ الإنسان الحيطة والوقاية والحذر من الذنوب فإنه غير سالم منها؛ لأنها قدر واقع لا يمكن دفعها بالكلية، كما لا يمكن دفع الأمراض العضوية بالكلية مهما تخذنا من أسباب الحيطة، فالذنوب من قدر الله تعالى، وكل إنسان مكتوب عليه حظه منها كما كتب عليه حظه من المرض. قال تعالى: { الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ }، قال طاووس: "ما رأيت أشبه باللمم مما قال أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: " إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين: النظر، وزنا اللسان: النطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه" [رواه البخاري]. ولكن هذا لا يعني التراخي والتهاون مع الذنوب وركوبها في كل خاطرة وسانحة...

الإسلام وهموم الناس » خامساً : الســـبب الواقعــــــي-(المكتبه الاسلاميه)أسرة القطاوى

صورة
خامساً : الســـبب الواقعــــــي إن أثر الواقع، في شل حركة المسلمين، والحيلولة بينهم، وبين ارتياد آفاق عباد الله، بتبني هموم أمتهم، كما مر بيانه، أمر لا يخفى، وسوف نتناول، أثر الواقع، في تجميد فعالية المسلمين بهذا الخصوص، من جانبين: جانب له صلة، بممارسات الاستبداد في الأمة، في مختلف مستوياتها، وآثار ذلك، وجانب له علاقة، بفُرقة الشعوب، وآثار ذلك، وهما على كل حال جانبان، ينبني الواحد منهما على الآخر. الأول : الاســــــتبداد الاستبداد، نتيجة، وسبب، في آن واحد، فالانحراف عن جَادَّة العدل، وتخلي المسلمين عن عزتهم، وتكافلهم، وتعاضدهم، يُورثه، وهو يتسبب في عرقلة الأمة، عن السعي نحو الانعتاق، وطلب المعالي، والانطلاق، إذ يحيلها أمة متشاكسة، يثقل بعضها بعضًا، عن كل محاولة، لارتياد آفاق العزة، والسؤدد، فـ (الاستبداد، داء الأمة الدفين، كما سماه عبد الرحمن الكواكبي، منذ قرن، حين كتب كتابه (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد )، إذ هو داء يَحْرِم الأمة الإفادة ،من مختلف قدراتها، وطاقاتها، ويختزلها في فرد، أو في مجموعة، عوض أن تكون خلية نابضة بالحياة، يتعاون، ويتكافل، كل أفرادها، ويعرف كل ...

الفصــــل الرابـــــع : من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس

صورة
باب الرابع أولاً: السبب العقيدي ثانيًا: السبب التربوي ثالثًا: السبب التصوري رابعًا: السبب الفقهي خامسًا: السبب الواقعي الاستبداد * الفرقة * واقع الأمة المعاصر، نتاج ترسبات كثيفة، عقيدية، وتصورية، وتربوية، واجتماعية، وسياسية... تمت عبر أزمنة تاريخية، يمكن تشبيهها بالأزمنة الجيولوجية، التي تتم خلالها الترسبات الجيولوجية على سطح الأرض.. وفهم واقعنا المعاصــر، لا يمــكن بالتــالي، أن يتـم، إلا بقراءة هذه الترسبات، والوقوف على تفرعاتها، واستجلاء أسبابها، حتى يصبح تجاوزها ممكنًا، عبر معالجة لها دقيقة، في تجزئ، ضمن شمول وتكامل. لقد دَلَفَتْ أُمَّتُنا، إلى واقع القَصعة، الذي أَنْذَرَناه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم(1) عَبر حِقَب متتالية، وبفعل عوامل متعددة، لعل من أهمها : انحسار خُلُق، تبنِّي هموم الناس من الأمة.. ومن هُنا، فإن بحث هذه المشكلة، ينبغي أن يؤطره، وعي قوي، بأن ثمة عوامل أخرى، أدت إلى اضمحلال قوى الأمة، وتَرَهُّل بنيتها، حتى لا نسقط في أحادية المدخل، التي من أقل سلبياتها : اختزال مشاكل الأمة، في مشكل واحد.. وبناء على هذا، فإن هدف هذا الفصل، هو محاولة قراءة الترسبات،...

الفصل الثالث : تبنِّي صالحي الأمة لهموم الناس

صورة
الباب الثالث المبحث الأول : عمل الصحابة رضوان الله عليهم المبحث الثاني : عمل التابعـين (رحمهم الله) المبحث الثالث : سيرة السلف الصالح رحمهم الله المبحـث الرابـع : سيرة أهــل الدعــوة والجــهاد لقد انفعلت نفوس الدعاة والمجاهدين، والمؤمنين الصادقين، على مر حِقَبِ تاريخ المسلمين، بالمعاني، التي مرت معنا، في الفصليْن السابقيْن، فأوقفهم ذلك مواقف رآها الله، ورآها المؤمنون، وحفظها لهم التاريخ، فكانت لهم لسان صِدْق في الآخِرين، مما يدل دَِلالة واضحة وكافية، على كون الحياة، لم تزل نابضة في عُروق الأمة، رغم استسلامها للنوم، على امتداد قرون متطاولة، غير أن نومها، لم يمنع -بفضل الله- من انبعاثِ ونَفْرَةِ طوائف من خِيرة أبنائها، للذَّبِّ عنها، والعمل على إيقاظها، مما يوقفنا بجِلاء، على سنة الله، في حفظ هذه الأمة.. فحتى حين تتعطل أجهزة التربية، وتنفلت آلياتها، تبقى الأمة وَلُودًا.. فعن أبي عَلْقَمة، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يبعثُ لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة مَن يُجَدِّد لها دينها )(1). نع...