وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة
Example Post Templateآيتان عجيبتان تلخصان رد فعل الملحد والمؤمن أثناء ذكر الله أمامه.. بالنسبة للملحد قال تعالى: {وَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَ إِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [الزمر: 45].
أما المؤمن فماذا يفعل ذكر الله؟ قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].
الآية الأولى تؤكد أن الملحد لا يرتاح لذكر الله تعالى وأن ذكر الله يشكل ضغطاً نفسياً عليه... على عكس المؤمن الذي يرتاح لذكر الله.. وهو ما تؤكده الآية الثانية..
هل تعلمون أن الباحثين في جامعة Toronto-Scarborough [1] قاموا بتجربة على مؤمنين وملحدين وجعلوهم يستمعون لذكر الله عز وجل.. فوجدوا تماماً أن الملحد لا يرتاح لذكر الله، بل يشكل ضغطاً نفسياً هائلاً عليه ويشكل لديه نوعاً من أنواع القلق لا يزول إلا بذكر غير الله أمامه!!
لقد أظهر نشاط الدماغ brain activity أثناء ذكر الله أن المؤمن يرتاح جداً ويهدأ.. حتى لو كان متوتراً وقلقاً فإن ذكر الله أمامه يزيل عنه هذا التوتر النفسي.. n8OWwXZw1wQ/YDEjta1GUQI/AAAAAAAALII/jEPcFnGsJM8NJSSTG56x4wS4jZiHyBg4ACPcBGAsYHg/s320/FB_IMG_16131622748623573.jpg"/>
أثناء التفكير بالله تعالى فإن نشاط الدماغ ينخفض في منطقة anterior cingulate cortex (ACC) المسؤولة عن تنبيه الإنسان أثناء وجود خطأ ما.. هذا هو الوضع الطبيعي لدى الإنسان.. هذه المنطقة ACC تعمل بشكل معاكس لدى الملحد.. حيث يزداد نشاطها كأن دماغ الملحد في حالة اللاوعي يعتقد بوجود إله.. ولكنه ظاهرياً ينكر وجود الخالق تعالى.. وهذا ما أشار إليه القرآن بوضوح كامل في قوله تعالى: {وَ جَحَدُوا بِهَا وَ اسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَ عُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} [النمل: 14]. هناك اتجاه عام لدى الباحثين المتخصصين بهذا النوع من الدراسات يؤكد أن المؤمن يعيش سبحان الله.. عندما يقوم العلماء بأي تجربة علمية صحيحة لابد أن يصلوا إلى نفس الحقيقة التي ذكرها القرآن! بل إن القرآن أشار إلى اشمئزاز القلب وأشار في آيات أخرى إلى مرض في القلب لدى الملحد.. ولكن العلماء حتى الآن لم ينتبهوا لهذا الأمر ولم يقوموا بأي تجارب على قلب الملحد.. ولو أنهم فعلوا لوصلوا أيضاً إلى الحقائق المذكورة في القرآن الكريم. إن هذا التطابق بين العلم والقرآن والذي يزداد وضوحاً يوماً بعد يوم، لهو أقوى دليل على أنه كلام الله الخالق تبارك وتعالى.. فالذي خلق الإنسان هو الذي أنزل القرآن. لذلك ليس غريباً أن نرى هجوم أولئك المنكرين للآخرة كل يوم على الإسلام.. فتارة يهاجمون الحديث النبوي بحجة أنهم يدافعون عن الإسلام.. وتارة يهاجمون تعاليم الإسلام بحجة الاعتدال والوسطية.. ولكن حقيقة الأمر أن الحرب على الإسلام نفسه ولكن بأساليب خبيثة لا تخفى على من نور الله بصيرته.. إن هذه الدراسات العلمية وتطابقها مع القرآن لترد على كل من يحاول أن يسيء للقرآن.. وسبحان الله.. كلما زاد الهجوم على الإسلام انتشر بسرعة أكبر.. وتبقى هذه الآية عنواناً لكل مؤمن يعيش في هذا العصر يزداد بها قوة وسعادة.. { يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَ يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } [التوبة: 32]. ــــــــــــأطول ويكون في سعادة أكبر ويتمتع بصحة أفضل [2]..بشكل كبير .. فيحدث تناقض لديه بين ما يعتقده من عدم وجود الله وبين النشاط الذي يحدث في هذه المنطقة والذي يؤكد له أنه في حالة خطأ.. مما يسبب له تنبيهاً دائماً وضغطاً نفسياً وقلقاً.
تعليقات
إرسال تعليق